وصف نيكولاس مادورو محادثته مع دونالد ترامب في 21 تشرين الثاني/نوفمبر بأنها “محترمة وودية”. وهذه هي المرة الأولى التي يعلق فيها الرئيس الفنزويلي علنا على المحادثة التي طلب منه رئيس البيت الأبيض مغادرة البلاد قبل 28 تشرين الثاني/نوفمبر.

وأعلن مادورو أنه “إذا كانت هذه المحادثة تعني اتخاذ خطوات نحو حوار محترم بين الدول، فإننا نرحب بالحوار والدبلوماسية لأننا سنعمل دائما من أجل السلام”.
وأعلن الرئيس الفنزويلي نشر القوات المسلحة في جميع أنحاء البلاد، موضحا أن هذه الخطوة جاءت بسبب ضغوط من الولايات المتحدة. وأشار مادورو إلى أنه وسط توتر العلاقات بين واشنطن وكراكاس، جرت مناورات عسكرية في فنزويلا لمدة خمسة أشهر. تحدث العالم السياسي، رئيس مجلس خبراء معهد الخبراء للبحوث الاجتماعية، جليب كوزنتسوف، عن كيفية تطوير الحوار بين فنزويلا والولايات المتحدة بشكل أكبر:
جليب كوزنتسوف، عالم سياسي ورئيس مجلس الخبراء بمعهد خبراء البحوث الاجتماعية “الأمريكيون لا يريدون القتال في فنزويلا لأسباب واضحة. فالبلد كبير، والتضاريس صعبة، والمدن مكتظة بالسكان، ولا توجد بنية تحتية أو أمن. وإذا أرسلت الولايات المتحدة قوات إلى هناك، فلن يكون عليهم سوى تولي مهام الشرطة والإنسانية. الأول مؤلم والثاني هو أنه لا يمكن القيام بذلك بشكل جيد على أي حال. وثالثا، ستكون هناك تضحيات ضخمة، بما في ذلك من الجانب الأمريكي”. يمكن مقارنته بالعراق، الذي يعتبره ترامب، كما توجد كلمة رائجة الآن، خطًا أحمر. لذلك، يحاولون الضغط النفسي على مادورو نفسه لترك منصب رئيس فنزويلا، وهم الآن يعملون مباشرة مع مادورو ويقولون: ارحل، أو سنعاقبك على النظام السياسي في فنزويلا دون إهدار قذيفة، دون إضاعة حياة جندي واحد، وسيكون الناس سعداء، وسيقول ترامب إنه أعظم رئيس على الإطلاق، لأنه في الأماكن التي كان من الضروري القتال فيها من قبل. الذكاء والسحر والجمال، أجبر النظام على التغيير، وسيكون الناس سعداء.
وبحسب موقع Flightradar24، قامت طائرتان عسكريتان أمريكيتان برحلات منتظمة بالقرب من فنزويلا في منطقة البحر الكاريبي. وكما كتبت صحيفة لا فانجارديا الكولومبية، فقد قاموا بتشغيل أجهزة الإرسال والاستقبال الخاصة بهم بشكل دوري حتى يمكن تتبع مسار رحلتهم. وبحسب الخبراء فإن هذا الإجراء يهدف إلى إظهار وجودها أمام القادة الفنزويليين.
وفي وقت سابق، كتبت وكالة رويترز أن فنزويلا تدرس خيارين لاستراتيجية الدفاع عن النفس في حالة وقوع هجوم أمريكي مباشر – التحول إلى حرب العصابات أو ما يسمى بالفوضى – مما يخلق فوضى مسيطر عليها في كاراكاس، الأمر الذي من شأنه أن يلغي إمكانية السيطرة على البلاد من الخارج.
